صيف حافل بالفرجة الكروية

خَلَدت منتخبات القارة العجوز مؤخرا إلى الراحة الصيفية بعد موسم كروي شاق ومرهق، لذلك دَبَّ القلق في قلوب عشاق الساحرة المستديرة عبر العالم؛ وتساءل بعضهم إن كانوا سيطيقون قضاء أسابيع طويلة بدون كرة القدم، بدون الأهداف الجميلة والمراوغات المذهلة ومشاهد الفرح والاحتفال؟

لا داعي للقلق، فسيكون صيف هذا العام حافلا بالاستحقاقات الكروية العالمية والإقليمية، وسيهنأ محبو كرة القدم في العالم كله بموائد كروية شهية وملتهبة.

وتتجه الأنظار حاليا إلى منطقة أمريكا الشمالية، حيث يتنافس 12 منتخبا من أجل الظفر بلقب الكأس الذهبية CONCACAF التي تجرى في هذه الآونة في الولايات المتحدة الأمريكية وستستمر إلى غاية 25 يونيو/حزيران الجاري. وقد احْتُرِم المنطق في بداية هذه المسابقة، إذ استهل الغريمان التقليديان، المكسيك وأمريكا، المنافسات بالفوز تباعا على كل من السلفادور وكندا. وتجدر الإشارة أن الفائز بالكأس الذهبية سيضمن المشاركة في كأس القارات 2013 FIFA التي ستقام بالبرازيل.

هذا وسيُكْشَفُ النقاب يوم الخميس على أول أبطال العالم FIFA لهذا العام، حيث سيشهد فضاء مسرح مايا ثياتر، الواقع وسط مدينة لوس أنجليس الأمريكية، تربع ملك جديد على عرش بطولة العالم التفاعلية 2011 FIFA.

على خطى كروس وفابريجاس
ستنطلق بداية من الأسبوع القادم أول بطولة عالمية FIFA لعام 2011. إذ ستستضيف المكسيك في الفترة ما بين 18 يونيو/حزيران و10 يوليو/تموز نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة FIFA. وسيشتد الصراع بين المنتخبات المتنافسة على اللقب العالمي، لاسيما في ظل غياب بطل النسخة السابقة، منتخب سويسرا، الذي فشل هذه المرة في تجاوز التصفيات الأوروبية.

ولا شك أننا سنشهد خلال هذه البطولة ميلاد بعض المواهب الشابة الواعدة التي ستجتاح فيما بعد الدوريات الأوروبية المرموقة. فقد عودنا مونديال هذه الفئة العمرية على إنجاب الكثير من الجواهر الكروية أمثال لوندون دونوفان وسيسك فابريجاس وتوني كروس وغيرهم من اللاعبين الذين تألقوا في نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة، وأحرزوا جائزة الكرة الذهبية adidas، ثم ذاع صيتهم بعد ذلك وأصبحوا نجوما لا يشق لهم غبار.

ستواصل الساحرة المستديرة دورانها إذن بدون راحة ولا انقطاع، وسيستمر الصراع والتشويق في العديد من الجبهات. فعندما تختار الكأس الذهبية بطلها في 25 يونيو/حزيران، سيكون التنافس، في المكسيك، على أشده من أجل بلوغ دور ثمن النهائي، وبعد يوم واحد فقط سينطلق أبرز حدث كروي لهذا العام: ألا وهو نهائيات كأس العالم للسيدات 2011 FIFA. حيث ستجمع الموقعة الافتتاحية بين بلد الضيافة ألمانيا ومنتخب كندا، وسيكون ملعب برلين الأولمبي لا محالة مملوءا عن آخره بحوالي 80.000 متفرج ومشتعلا بأجواء احتفالية وحماسية للغاية. هذا وسيحتدم الصراع بين المنتخبات الستة عشر المشاركة من أجل بلوغ موقعة النهائي، التي ستجرى في 17 يوليو/تموز، وستبذل سيدات العالم الغالي والنفيس لرفع الكأس العالمية في سماء مدينة فرانكفورت الألمانية.

أمريكا الجنوبية تحت المجهر
وكان جوزيف بلاتير، رئيس FIFA قد أكد، عام 2008، خلال عرض الشعار الرسمي لمونديال السيدات أهمية هذا الحدث، وتوقع له النجاح على غرار نهائيات كأس العالم 2006 FIFA، حيث صرح: "سيكون عرسا كرويا شيقا مرة أخرى، لكنه سيكون أجمل هذه المرة لأن بطلاته سيدات. ستجعل اللاعبات المونديال محط أنظار الجميع، كما سَيُلْهِبْنَ الأجواء بطريقتهن الخاصة، والتي تمتزج فيها الأناقة بالحس المرهف والإبداع الكروي الرفيع، دون تدخلات عنيفة كتلك التي تشهدها كرة القدم الرجالية".

لن تتوقف الفرجة الكروية عند هذا الحد، فمنطقة أمريكا الجنوبية تعدنا بعروض حافلة بالمتعة والإثارة، عروض ستزيد لا محالة من حرارة صيف هذا العام. فبينما تتبارى السيدات في ألمانيا من أجل الظفر باللقب العالمي، ستشهد الأرجنتين انطلاق بطولة كوبا أمريكا، التي ستجرى في الفترة الممتدة بين 1 و24 يوليو/تموز بمشاركة أفضل منتخبات أمريكا الجنوبية، وعلى رأسها المنتخب البرازيلي القوي، والأرجنتين صاحبة الأرض والجمهور، إلى جانب منتخب أوروجواي رابع المونديال الأخير. هذا وسيحظى البطل بشرف تمثيل أمريكا الجنوبية في كأس القارات 2013 FIFA التي ستقام في البرازيل.

إطلالة على المستقبل
صحيح أنه تفصلنا ثلاث سنوات على انطلاق نهائيات كأس العالم 2014 FIFA بالبرازيل، رغم ذلك ستَشُدُّ بلاد السامبا أنظار عشاق الساحرة المستديرة يوم سحب قرعة المجموعات الخاصة بتصفيات العرس العالمي المقبل المقرر إجراؤها يوم 30 يوليو/تموز القادم.

سيكون الختام بدون شك مسكاً عَطراً من أمريكا الجنوبية، وتحديدا من كولومبيا التي ستستقبل أفضل المواهب في العالم بين 29 يوليو/تموز و20 أغسطس/آب من أجل التنافس حول لقب كأس العالم تحت 20 سنة 2011 FIFA. وكانت أفضل بطولة للناشئين في العالم قد قدمت للعالم العديد من النجوم العالميين، من قبيل الداهية ليونيل ميسي المتوج بجائزة كرة القدم الذهبية FIFA والذي اختير عام 2005 أفضل لاعب في مونديال تحت 20 سنة بهولندا. وسبق للعديد من مشاهير كرة القدم أن فازوا بالكرة الذهبية adidas الخاصة بهذه المسابقة أمثال دييجو مارادونا وسيرخيو أجويرو (كلاهما من الأرجنتين) وسيدو كيتا (مالي) إلى جانب أدريانو (البرازيل). وستشهد هذه النسخة أيضا مشاركة العديد من اللاعبين الواعدين الذين تلاحقهم أبرز الأندية الأوروبية والعالمية.

وعندما سيكشف النقاب في منتصف أغسطس/آب عن هوية بطل العالم تحت 20 سنة، سيكون الصراع قد بدأ بالفعل في أبرز الدوريات الأوروبية، وأيضا في مسابقة دوري أبطال أوروبا UEFA، كما ستكون منتخبات القارة العجوز قد خاضت قبل ذلك مباريات نارية جديرة بالمتابعة.إذ ستواجه هولندا، وصيفة بطل العالم، المنتخبَ الإنجليزي، في حين ستستضيف مدينة شتوتجارت الألمانية إعادة لنهائي مونديال 2002 بين ألمانيا والبرازيل. أما المباراة الأبرز فستجمع في 10 أغسطس/آب بين بطلين عالميين كانا قد توجا في النسختين الأخيرتين للمونديال وهما إيطاليا (2006) وأسبانيا (2010).

ستكون الفرجة الكروية مضمونة خلال الأسابيع المقبلة نظرا لتنوع وتعدد المواعيد الكروية في صيف 2011، ولن يجد الملل دون شك طريقه إلى نفوس عشاق الساحرة المستديرة وقلوبهم.

FIFA

www.hihi2.com